نصرالله تعليقا على التهديدات الإسرائيلية: غانتس يضحك على نفسه
نصرالله عن هوكشتاين: لا نعتبره وسيطًا بل هو طرف يضغط على لبنان لمصلحة الاسرائيلي
رأى الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله، أنّ “هذه الأيام فيها مناسبة عملية “الوعد الصادق” والتي بدأت بعدها مواجهة الحرب العدوانية على لبنان وانتهت بالإنتصار الكبير في 14 آب 2006″، مضيفا: “من جملة انجازات المقـاومة في حـرب تموز كان إسقاط المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد الذي كانت تعمل له إدارة جورج بوش وتحدثت عنه كونداليزا رايس في المنطقة”.
وفي كلمة القاها اليوم، لفت نصرالله إلى أنّه “كان هناك مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة وفي المرحلة الثانية بعد غزو أفغانستان والعراق كان المخطط القضاء على المقـاومة في فلسطين ولبنان وضرب الدولة السورية والإستفراد بايران”.
وفي هذا السياق، أشار إلى أنّ “صمود المقاومة ولبنان وفشل أهداف حرب تموز وجّه ضربة قاسية جدًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد لأنّ النوبة لم تصل إلى سوريا في ذلك الوقت وكان صعود للمقاومة في فلسطين والعراق وصمود سوريا وايران ولبنان”.
ولفت إلى أنّ “من جملة نتائج حرب تموز إيجاد قواعد ردع بمواجهة العـدو الإسرائيلي، على مدى 16 عامًا ينعم لبنان بوضع أمني ممتاز أدّى لمنع العدو عن الدخول باستراتيجية معركة ضمن الحروب”.
حول زيارة بايدن الى المنطقة قال السيد كثرت التحليلات والتوقعات وكثيرون تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي أو شرق أوسطي والبعض تحدث عن مشروع دفاع جوي واحد “عربي اسرائيلي” والبعض بنى الكثير من الآمال بل الكثير من الأوهام على هذه الزيارة.
لافتا أن أميركا اليوم هي غير أميركا في الـ2006 فهذا الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي دخلت مرحلة الشيخوخة. أميركا الآن في وضع مختلف تماما وأعتقد أن ما جاء بالرئيس الأميركي الى المنطقة هو أمران الأول من أجل اقناع دول الخليج بانتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز.أ
وأضاف أميركا تقاتل روسيا بالأوكرانيين حكومة وجيشًا وشعبًا وجرّت معها كل الدول الأوروبية التي بدأت تعاني بشدة على المستوى الاقتصادي واليورو.
ولفت نصر الله أنه ليس لدى بايدن ما يقدمه للشعب الفلسطيني على الإطلاق. مشيرا أن الولايات المتحدة الأميركية تعهدت بتأمين البديل لأوروبا عن النفط والغاز الروسيين والوقت لديهم ضيق.
ولفت إلى أن ما يجب أن يطالب به بايدن ليس تمديد الهدنة في اليمن بل انهاء الحرب ورفع الحصار عنه بشكل كامل واتاحة الفرصة لأن يجتمع اليمنيون والوصول لحل سياسية لمشكلتهم الداخلية.
وفي ملف النفط والغاز، لفت الأمين العام لحزب الله إلى أنّ “المقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز”، معتبرا ان “الفرصة الذهبية المتاحة هي الآن في هذين الشهرين ولبنان يستطيع إعاقة بيع النفط والغاز لأوروبا التي تحتاجه خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإذا انقضت هذه المدة الزمنية ولم يحصل لبنان حقوقه سيكون الموضوع صعبًا جدًا”.
وأشار نصرالله إلى أنّه “إذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد استخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أكبر، لا تسمحوا للأميركي أن يخدعكم ويقطّع الوقت”، مضيفًا “نقزت” عندما سمعت وقال بعض المسؤولين إن الاتفاق سيتم في أيلول: “تخبز بالأفراح”، اذا لم نثبت حقنا قبل أيلول ستكون المهمة صعبة ومكلفة”.
وتابع، “مصر والأردن جاهزتان لكن تنتظران الإذن الأميركي والبنك الدولي، هذه قيمة الشعب اللبناني لدى أميركا وهو الغارق في العتمة وكل ما يحتاجه استثناء من قانون قيصر؟ أميركا غير الجاهزة لإعطائكم استثناء من قيصر لأجل ماذا يعطيكم حقوقكم البحرية والنفطية كرمى لعيون من؟”
أمّا عن الوسيط الأميركي آموس هوكستين، فقال: “نحن لا نعتبره وسيطًا بل هو طرف يضغط على لبنان لمصلحة الاسرائيلي”، موضحا: “من جاء بهوكشتاين في الزيارة الاخيرة؟ أمران: الأول، حاجة أميركا للنفط والغاز لأجل أوروبا والثاني، تهديد المقاومة ولولا المقاومة ولولا أنه يعلم أن لديها مسيّرات وصـواريخ دقيقة وقدرات ولديها من الشجاعة والجرأة على أن تهدد وتقدم وتفعل، لما جاء”.
وتوجّه نصرالله إلى المسؤولين اللبنانيين، بالقول: “بعض المسؤولين اللبنانيين مقتنعون أن ورقة القوة الحقيقية هي تهددي المقاومة وبعض المسؤولين غير مقتنعين أو أنهم يخافون التصريح بالعلن، أقول لهم نقطة القوة الوحيدة هذه استفيدوا منها, استغلوها”، مضيفا: “سبّونا عندما تجلسون مع الأميركيين (لكن لا تتبرأوا منا) قولوا لهم هؤلاء لا يسمعون من أحد ويريدون إدخال المنطقة في حرب، لدى المفاوض اللبناني ورقة قوة حقيقية”.
من جهة أخرى، وتعليقًا على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أنّ “غانتس يعلم أنه يضحك على نفسه وشعبه والإسرائيليون يعرفون أن كلامه فارغ لا قيمة له على الإطلاق”، مضيفا: “غزة المحاصرة والتي ظروفها صعبة لا تجرؤ على التقدم بخطوات فيها، فكيف تُهدّد بالوصول إلى صيدا وبيروت؟ أنت تفكر كما منذ 20 و30 و40 سنة وأنت مشتبه تمامًا”.
وتابع: “بنت جبيل التي كان هدفكم الوصول إلى الملعب فيها لزرع العلم في مكان خطاب بيت العنكبوت وعجزتم عنها وبنت جبيل هي المدينة الأقرب إلى الحدود المحتلة، واللّبنانيون كلهم سخروا من هذا الكلام والتهديد”.
هذا وكان وزير الدفاع الإسرائيلي في وقت سابق قد هدّد قائلًا: “نحن جاهزون للمعركة، وإذا لزم الأمر سنسير مرة أخرى إلى بيروت وصيدا وصور”.